تميز المصريون بتقديسهم للفراعنه قديما كما قدسوا الكهنه بصوره تماثل تقديسهم للملوك ايضا وادرك ملوك وغزاه مصر على السواء ان بالدين وحده يستقر الحكم من خلال تغييب عقول الشعب بأستخدام الدين ..فمن الفراعنه الى الأسكندر الأكبر مرورا بنابليون وعمرو بن العاص بدهائه الذى اعاد البطريرك القبطى كوسيله للسيطره على الآقباط ..مرورا بوقتنا هذا حيث تم قبطنه المسيحيه واختزالها فى الأكليروس كرمز للمسيحيه ..واذا تجاسر احد على انتقاد بعض التصرفات الخاطئه لبعض رجال الأكليروس انبرى له العديد شاهرين سيف بتار وهوايه ( لاتدينوا لكى لاتدانوا لآنكم بالدينونه التى تدينون بها تدانون وبالكيل الذى تكيلون به يكال لكم ..متى 7 ع1,2) وهذا يذكرنى بنفس منطق الجماعات الأسلاميه وعباره لاتجادل ولاتناقش يأخ ( جرجس) لزوم القافيه.
فماهو المقصود بأيه لاتدينوا لكى لاتدانوا ..فى الترجمه الأنجليزيه تقول الأيه Do not JUDGE وكلمه JUDGE حسب قاموس American heritage تعنى اصدار حكم (Judgment) فى محكمه او الأدانه او تكوين رأى او تقدير لمسأله ما او تثمين مسأله ما بحياديه كخبير وبالتالى فأن وجودها بالترجمه العربيه كأدانه لفظ قاصر لآنها تقصر الكلمه فى احد معانيها فقط وهو الأدانه .
وكلمه judgment مأخوذه من Judge وتعنى:
القدره على اتخاذ قرارات منطقيه خاصه فى المناحى العمليه للحياه
او الحاله العقليه التى تسمح بفهم وتمييز فى مسائل وبدائل ذات علاقه
او المنطق السليم او النقد او قرار قضائى
أذن ففى رأييى ترجمه الأيه عربيا عندما استخدمت كلمه ادانه لم تكن موفقه تماما ولمن يبحث سيجد ان كلمه judge قد وردت فى الأنجيل عده مئات من المرات ولاننسى ان هناك سفر كامل بأسم قضاه اى Judges وبدون شك الرب يريدنا ان نحكم ونميز الأمور ونكون اراء بموضوعيه عن مختلف المسائل وبالطبع ليس فى مقدورنا كبشر ان نرى داخل الأنسان ونحكم على درجه ايمانه ونقاوه قلبه ولايجب ان نقوم بهذا ولكن الأنجيل يريد ان تكون لدينا روح التمييز وابداء الرأى وكما يقول النبى اشعياء 5 ع 20( ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا , الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما , الجاعلين المر حلوا والحلو مرا ) اذا الويل لنا اذا كنا لانميز ونتحدث عن ان الخير خير وان الشر هو شر فى مايخص الكنيسه وتصرفات الأشخاص... ولكن بحب .اى ان تدلى برأيك فى قضيه او امر ما وليس المقصود انك ستدين شخص وتحكم بأنه لن يدخل الملكوت مثلا .
ضوابط الأدانه:
- ينبغى الا ندين دوافع البشر لآن الرب وحده فاحص القلوب وبالتالى ينبغى الا ندين حسب الظاهر ( لاتحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكما عادلا ) يوحنا 7ع 24.
- عدم الحكم والأدانه على الأمور المختلف عليها من حيث كونها تليق ام لا وبالتالى اتباعها او تركها وكونها انجيليه ام لا ( ومن هو ضعيف فى الأيمان فأقبلوه لا لمحاكمه الأفكار . واحد يؤمن ان يأكل كل شئ وأما الضعيف فيأكل بقولا . لايزدر من يأكل بمن لايأكل ولا يدن من لايأكل من يأكل لآن الله قبله ..... روميه 14 ع 1 الى 6.
- ودعونى احدد الموضوع اكثر وهو هل من حق الشعب القبطى فى ضوء هذه الأيه ان ينتقد تصرفات عامه تصدر من عموم او غالبيه الآكليروس ويطالب بتصحيحها..هل يجب ان يصمت الشعب ولا يصدر احكاما وأراء على رجال الأكليروس فيتساوى الراعى الصالح فيهم مع الذى سعى وراء الكهنوت او الرهبنه من اجل السياره والآموال والسفريات ..؟؟..هل يجب ان نصمت على السلبيات بالكنائس ؟؟ هل فقط نصلى من اجل ان يتدخل الرب لآصلاح كنيسته بينما نحن على الأرائك جالسون وفى صلاتنا منشغلون وعن الأيجابيه والعمل فى غير شغل فاكهون؟؟
المنطق السليم يأمرنا ان نحكم ونميز ونقوم بالنقد الأيجابى.
الشخص ذو التفكير المنطقى لايحتاج الى رجل دين معلب او ترانزستور بجانبه ليرشده لكل كبيره وصغيره وانما المنطق السليم مع الأسترشاد بالأنجيل يكفى واليكم الأسباب المنطقيه :
1- عندما كان الأستاذ نظير جيد( البابا شنوده لاحقا) يكتب فى مجله مدارس الأحد قام بتحرير عده مقالات تهاجم سلبيات البابا يوساب الثانى وعندما اصبح الأنبا شنوده اسقفا للتعليم ورئيس تحرير مجله مدارس الأحد قام بالآعتراض على بعض قرارات البابا كيرلس مما ادى الى غضب البابا كيرلس وقيامه بأرسال الآنبا شنوده الى الدير واعاده بعد تذمر واعتراض الشباب فهل البابا شنوده ( الأنبا شنوده وقتها او نظير جيد ) لم يقراء الأيه المذكوره ام لم يطبقها؟ انظر صوره من جريده مدارس الأحد ولاحظ اسم رئيس التحرير نظير جيد ( شاهد 1)
2- عندما اعترض الشعب وتذمر بخصوص عدم المساواه فى اطعام الأرامل اليونانيات واليهوديات لم يرفع الرسل هذه الأيه فى وجه الشعب ولم يرهبوهم بأيه اخرى يرهبنا بها اتباع الأكليروس حاليا وهى رئيس شعبك لاتقل فيه سؤءا ...ولا يأحبائى لاتهتموا للطعام البائد .اكل ايه اللى انت جاى تقول عليه هو انت عارف قبله طعام الأبديه شكله ايه ..دا الكنيسه مستهدفه ..دى المظاهرات عند مسجد النور ..اسكتوا دلوقت وغير هذا من المنطق الأعوج الذى يراد به فقط اسكات الشعب عن السلبيات .بل اقر الرسل العظام بوجود المشكله وطلبوا من الشعب ان يختار( الشعب) ممثلين ليقوموا على هذه الخدمه وانحصر دور الرسل فى مباركه اختيار الشعب ( اعمال 6).
3- اى مؤسسه او كيان لايسمح بالنقد الذاتى سينهار ولن يستمر فى الحياه ...كان النظام الشمولى الشيوعى السوفيتى لا يسمح بالنقد الذاتى ويقمع اصوات المعارضه ..والنتيجه كانت انهيار الأتحاد السوفييتى بصوره فجائيه فهل نريد لكنيستنا ذلك ان تظهر من الخارج عملاقه ونظيفه جدا وهى من الداخل يأكلها السوس..ام نريدها كنيسه قويه من الداخل ايضا .
الأنجيل يطالبنا ان نصدر احكاما وان نميز بين الأمور وان ندين ايضا
1- لم يقصد السيد المسيح من ايه لاتدينوا لكى لاتدانوا ان نلقى الفطنه وروح التمييز جانبا كما فهمها البعض لآن الحكم والنقد الأيجابى واتخاذ القرار مطلوب فى العديد من المواقف وفى الآنجيل العديد من المواقف تطلبت ادانه مبرره لمواقف وسلوكيات الأخرين ومنها :
· قيام الكنيسه بالحكم على شخص من المؤمنين انه اصبح كالوثنى والعشار , الا يستلزم هذا بحث وادانه فى نهايه المطاف متى 18 ع 17 ( وأن لم يسمع منهم فقل للكنيسه وأن لم يسمع من الكنيسه فليكن عندك كالوثنى والعشار) .
· قيام الكنيسه بعزل الأشخاص الذين حادوا بأصرار عن طريق الأيمان 1كو 5ع 12,13 (لآنه ماذا لى ان أدين الذين من خارج الستم انتم تدينون الذين من داخل . أما الذين من خارج فالله يدينهم فأعزلوا الخبيث من بينكم).
·
· قيام الكنيسه بحل المنازعات بين المؤمنين 1 كو 6ع 2,3 (الستم تعلمون ان القديسين سيدينون العالم.فان كان العالم يدان بكم افانتم غير مستاهلين للمحاكم الصغرى الستم تعلمون اننا سندين ملائكة فبالاولى امور هذه الحياة) وبالطبع نظر المنازعات يستلزم عرض المواقف والأدانه للطرف المستحق.
· شرط الحكم على الأخرين هو ان نطبق نفس المعيار للحكم على انفسنا اولا حتى لا نكون منافقين مرائين فنفعل ذات الأشياء التى ندينها فى الأخرين علما بأنه من حق الشعب ان يدلى بدلوه فى اداره شئون الكنيسه غير الروحيه اى الماليه والأداريه..فأذا تحدثنا فى طرق انفاق وادارة اموال الكنيسه فهذا ليس ادانه لشخص وانما حكم على تصرفات وهذا ابسط حقوق الشعب.
الآدانه تختلف عن التمييز
الآدانه ليست مانسعى له ..وانما فقط روح التمييز الذى يوصى الرب ابنائه بأن يتحلوا بها ويتوقعها منهم ..وروح التمييز تستلزم ان نتناقش مع قادتنا الروحيين فى المسائل الماديه والآداريه بالكنائس وان ننتقد الظواهر السلبيه خاصه وأن قادتنا فى الكنيسه القبطيه اختاروا ان يسيطروا على الآمور الماديه والآداريه وبالتالى يحق لنا ان نناقشهم فيها ..ولايحق لهم ان يرفعوا فى وجوهنا ايه لاتدينوا لكى لاتدانوا.
أيهاب شنوده
23/مارس/2011
جميع الحقوق محفوظه للمناره القبطيه 2011..برجاء الأشاره للمصدر فى حاله النقل والأقتباس
لقراءه المزيد طالع المناره القبطيه على الرابط
شواهد
جزء من السيره الذاتيه للبابا شنوده ومنها يظهر انه كان ينادى بأصلاح الكنيسه
انظر صوره من جريده مدارس الأحد ولاحظ اسم رئيس التحرير نظير جيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق